تواجه أسعار النفط التي وصلت إلى أعلى مستوى على الإطلاق في منتصف يوليو/تموز الماضي خطر استمرار الهبوط الحالي في العام 2009 في وقت يقلل الكساد من شهية العالم للطاقة.
ويقول المحلل بمؤسسة سوكدين للسمسرة في لندن نيميت كامار "إننا نتوقع أن تبقى أسعار النفط تحت ضغوط في أوائل العام الحالي بسبب ضعف الطلب واستمرار هبوط النمو الاقتصادي في العالم. أما في الربع الثاني فإننا نتوقع استقرار الأسعار عند مستوى معين إذا التزمت منظمة أوبك بالتخفيضات التي قررتها مؤخرا".
وقد انخفضت أسعار النفط في أواخر الشهر الجاري إلى أدنى مستوى لها في خمس سنوات مع زيادة القلق باحتمال هبوط النمو الاقتصادي في العالم.
وسعت منظمة أوبك التي تضخ 40% من النفط الخام في العالم إلى خفض الإنتاج للمحافظة على استقرار الأسعار. لكن قرارين بالخفض تم اتخاذهما في أكتوبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول الحالي لم يستطيعا وقف التدهور حيث وصل سعر برميل الخام الأميركي الخفيف بصورة مؤقتة إلى أقل من 33 دولارا للبرميل.
وقال مايكل لويس المحلل ببنك دويتشه إنه يعتقد أن أسعار العديد من السلع سوف تنخفض بسبب انخفاض النشاط الاقتصادي في العالم.
في نفس الوقت يتخوف محللون من أن يؤدي انخفاض أسعار النفط إلى هبوط طويل في الأسعار بشكل عام يؤثر أيضا على الاقتصاد العالمي الذي يعاني من أزمة الائتمان.
ويقول المحلل بمؤسسة كاميرون هانوفر لاستشارات شؤون الطاقة بيتر بوتيل "سيتم التأريخ لعام 2008 بأنه أكثر السنين اضطرابا وصعوبة للنفط على الإطلاق".
فقد بدأت الأسعار جامحة في 2008 وأدت إلى أسوأ تضخم في ثلاثة عقود, وانتهت السنة بهبوط شديد في الأسعار وبأسوأ ركود في سبعة عقود.
وقد انخفضت أسعار النفط بنسبة 78% منذ وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق قبل خمسة أشهر بعد استفحال الكساد الذي ضرب منطقة اليورو واليابان والولايات المتحدة. وحتى الصين التي تعتبر القوة الدافعة لآسيا لم تسلم من انخفاض معدل نموها بسبب الكساد في مناطق أخرى من العالم.
وقد اندفعت أسعار النفط فوق مستوى 100 دولار في الثاني من يناير/كانون الثاني بعد قلق المتعاملين في السوق بسبب الوضع في نيجيريا ومشكلات الإمدادات بالولايات المتحدة. وظلت أسعار النفط مستمرة في الارتفاع لتصل إلى أكثر من 120 دولارا ثم إلى 147.27 دولارا في منتصف يوليو/تموز الماضي.
وارتفعت أسعار النفط في العامين الماضيين بسبب زيادة الطلب في الاقتصادات النامية خاصة الصين والهند ولأسباب جيوسياسية بما في ذلك النزاع بين الغرب وإيران حول برنامجها النووي.
كما ارتفعت أسعار النفط في 2008 بسبب ضعف الدولار ما جعل الاستثمارات تتجه إلى أسواق السلع المقومة بالدولار بسبب رخص سعرها للمستثمرين في العالم.
ويتوقع بنك ميرل لينش الاستثماري أن يبلغ معدل أسعار النفط في 2009 مبلغ 50 دولارا للبرميل حيث ينخفض الطلب على النفط بسبب انخفاض النمو الاقتصادي في العالم. أما بنك دويتشه فيتوقع أن يصل معدل الأسعار إلى 47.50 دولارا انخفاضا من 60 دولارا في تقديرات سابقة.
وانخفضت أسعار النفط 57% منذ بداية العام الحالي عندما بدأت السنة بسعر وصل إلى 95 دولارا للبرميل لكنه كان ضعف معدل 2007 حيث وصل إلى 50 دولارا للبرميل.